قبل انقراضها .. أبو غازي يتبنى مشروع الحرف المصرية

علن د. عماد أبو غازي وزير الثقافة المصري، تبنى مشروع مجلس أعلى للحرف التقليدية من خلال مجلس الوزراء. جاء ذلك أمس خلال مؤتمر "أصالة القومي الأول" بنقابة التشكيليين، والذي رأسه الناقد والفنان عز الدين نجيب.

وقال عز الدين نجيب: المؤتمر يتوج عشرين عاما من الكفاح من أجل النهوض بالحرف التقليدية المصرية على يد جمعية "أصالة" لرعاية الفنون التراثية والمعاصرة التي أرأسها .

وقد قدمت خلالها عشرات المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وكان آخرها مشروع إقامة مدينة الحرف التقليدية بمنطقة الفسطاط، والذي تمت الموافقة عليه من وزارة الثقافة، وبالفعل تأسست وحدتين بداخله وهما مركز الخزف والحرف التقليدية من خلال قطاع الفنون .

يواصل : توقف المشروع بمجرد أن تركت المسئولية عن مراكز الحرف عام 2001 ليتولاها الفنان محسن شعلان، الذي صار فيما بعد رئيسا لقطاع الفنون التشكيلية، وعهد بمراكز الحرف لصندوق التنمية الثقافية بدلا من قطاع الفنون، وتخلص منها الأخير بدوره فتعاقد مع الأمير تشارلز بلندن لإدارتها مقابل 5 مليون جنيه استرليني لا نعرف مصيرهم حتى الآن .

وقد ناضلت جمعية "أصالة" بإمكاناتها الضعيفة لتوجيه الأنظار للإنهيار المتسارع للحرف المصرية، على المستويين الرسمي والأهلي، ودعت لمشروع قومي للنهوض بالحرف من جديد ، وهو حلم تحقق بعد التغيير الشامل الذي أحدثته ثورة يناير في كل المناحي الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والثقافية .

ساهمت شركة تنمية مجتمع الدرب الأحمر في رعاية المؤتمر.

المشروع كما يذكر نجيب لا يحمل ميزانية الدولة شيئا جديدا، فتمويله يقوم على مخصصات الحرف المعتادة والتي كانت تهدر في الماضي، وهو لا يتطلب أبنية جديدة، بل سيتم استغلال مباني الحرف التقليدية التابعة لوزارة الثقافة مثل قصور الثقافة ومراكز الشباب وأجهزة الحكم المحلي والحزب الوطني المنحل ومدارس التعليم الصناعية، وستنتقل المخصصات المالية لصندوق تنمية الحرف تحت إشراف مجلس الوزراء .ويدير المركز نخبة من الخبراء بعيدا عن هيمنة جهات الإدارة الحكومية وبيروقراطية الأداء، مع وجود ممثلين عن جهات رسمية متعاونة مع المجلس سواء وزارات أو هيئات حكومية، وسوف يعود ناتج المشروع على آلاف الشباب والأسر المصرية، ويضيف لخزانة الدولة ، إضافة لمردوده الثقافي الهام بالحفاظ على هويتنا وتراثنا المصري.

وتحدث فؤاد مرسي رئيس لجنة الأبحاث مؤكدا أن الحرف التقليدية تعيش مأساة إغريقية مليئة بالعبث، وذلك لصالح أنساق العولمة الكبرى، والتي تستهدف موروث أمتنا الحضاري، وعزلة المصريين عن منجزهم التراثي، وهم يواجهون غزو السلع المستوردة الرديئة الخامات والرخيصة الأسعار ، في ظل إهمال تطوير المشغولات اليدوية المصرية وغياب قواعد بيانات وجهود لتوثيق تلك الحرف على مستوى مصر .

أما الناقد محمد كمال فاعتبر أن الدولة عليها واجب تسويق وترويج هذا المنتج الوطني عتيد الجذور، والمسنود بثقافة شعبية منسجمة مع أهلها، حتى أن البعض اقترح تخصيص وزارة للحرف التقليدية الإبداعية لنشر تلك الثقافة المصرية عامليا، وهو ما فعلته دولة تونس .
وتساءل د. السيد رشاد أمين عام المؤتمر : هل يدرك المعنيون بعد ثورة 25 يناير أن الحرف التقليدية هي فنون الماضي، التي من الممكن أن ترسم صورة أفضل كثيرا للمستقبل في مصر؟

يذكر أن الحرف التي يقوم عليها المشروع هي: عائلة الحرف النسيجية وتشمل "النسيج اليدوي، نسيج السجاد والكليم، نسيج الحرير، الحصير المرسم". عائلة الحرف الطرزية وتشمل "الأزياء التراثية، فنون التطريز وأشغال الأبرة، زخرفة الخيال –الخيامية-"، عائلة الحرف الخشبية وتشمل "فنون النجارة الدقيقة، فنون المشربية والخرط، فنون التطعيم بالصدف، صناعة الآلات الموسيقية"، عائلة الحرف المعدنية وتشمل "المصاغ الشعبي، المشغولات النحاسية"، عائلة الحرف الحجرية، عائلة الحرف الفخارية، عائلة الحرف الزجاجية، عائلة الحرف النخيلية، وعائلة الحرف الجلدية.

وكرم المؤتمر ثلاثة من أصحاب الحرف أبناء جمعية "أصالة" وهم : حامد سليمان (تطعيم بالصدف)، جمال النمس (نقش على النحاس)، حليمة محمد (خيامية).

صناعة الكليم و السجاد اليدوى

مشغولات نحاسية - تراث مصري

أرابيسك - تراث مصري

المصدر: محيط