الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةإصدارات وكتب أدبية › علاء الأسواني: تونس قلبت الموازين .. ولم أُمنع من الكتابة!

صورة الخبر: علاء الأسواني: تونس قلبت الموازين .. ولم أُمنع من الكتابة!
علاء الأسواني: تونس قلبت الموازين .. ولم أُمنع من الكتابة!

القاهرة : شهد توقيع كتاب د. علاء الأسواني "مصر على دكة الإحتياطي" حضورا كثيفا أمس بمكتبة "الشروق" وكانت المناقشة ساخنة خاصة بالتطرق لثورة تونس وأزمات الجماعات الدينية وانتخابات الرئاسة المصرية .

وقد أدار اللقاء الكاتب وائل قنديل مدير تحرير صحيفة "الشروق" بحضور الناشط السياسي والكاتب عبدالحليم قنديل والفنان علي الحجار وعدد من رموز الفكر ومحبي الكاتب.

كتاب الأسواني يعد استكمالاً لسلسلة الكتب التى نشرها مؤخرًا وجمع فيها مقالاته التى كتبها فى عدد كبير من الصحف ، وحمل الأول عنوان "لماذا لا يثور المصريون؟" بينما حمل الكتاب الثاني اسم "هل نستحق الديمقراطية؟".

ثورة تونس

رأى الأسواني أن ثورة تونس "قلبت الموازين"، لأنها ستساهم في تغيير النظرة الغربية السلبية المتسمة بالاستعلاء إلى الشعوب العربية، فقادة أوروبا الغربية من أمثال برلسكوني، وساركوزى يرون أن فكرة الديمقراطية لا تصلح للشعوب العربية، التي يكفيها أن يكون لديهم حاكم ديكتاتوري حكيم لتسيير أمورهم، والشعوب لن تغضب لإختلاف نظرتها لفكرة الحقوق .

يضيف: هذه النظرة غير صحيحة وتحاول إلصاق العيوب بنا، فكما خضعت شعوبنا للاستبداد، حدث ذلك أيضا في أوروبا، فمثلا إسبانيا حكمت بالحديد والنار لمدة 40 سنة، ومع ذلك لا يمكننا أن نصف الشعب الإسباني بالخضوع.

وفي كتابي الجديد أؤكد أن حكام العرب يساعدون في هذه النظرة، لأنهم يربطون بين الديمقراطية والفوضى ويرون أن شعوبهم لا تعرف العيش في جو ديمقراطي، فضلا عن أن الحكام دون المستوى لتحقيق ذلك، وقد قال رئيس وزراء مصر أمام الإعلام أن الشعب أمامه أكثر من مائة عام ليفهم المعنى الحقيقي للديمقراطية ، غافلا عن عمد أن أول تجربة ديمقراطية حقيقية كانت في مصر وقبل أن تعرف أوروبا هذه القيم.
وقد أنتجت التجربة الليبرالية في مصر قبل الثورة لتؤكد أن المصريين قادرون على ممارسة الديمقراطية، وللأسف يلقي المسئولون باللوم على المواطن وكأنه المسئول الأوحد عن المشاكل، وكأن النظام يرسخ لدينا فكرة أننا هالكون دون حمايته ! .

يواصل الأسواني : أرفض من يتهم شعوبنا بأنها أكثر قابلية للخضوع من غيرها، وما جرى في تونس يؤكد ذلك ، وكان أمرا طبيعيا فهم عاشوا منذ 23 عاما تحت حكم "الطاغية" بن علي الذي كانت نظرة واحدة منه تكفي لتشريد أسرة بكاملها، فضلاً عن الخدمات الجليلة التي أسداها لإسرائيل وأبرزتها الصحف العبرية هذه الأيام.

ومع ذلك حينما سقط لم يقف أحد بجانبه، فهذه هي قواعد اللعبة فحين تلفظ الشعوب حكامهم، يتحولون لعبء على أصدقائهم، هذا ما حدث مع شاه إيران الذي ساندته أمريكا وحين أطاح به شعبه تخلت عنه!.

وردا على إحدى المتداخلات أكد الأسواني أن كتاباته لا تدعو المصريين للثورة بل تدعو للتغيير والإصلاح الديمقراطي، فالثورة ليست هدفا بذاتها بل التغيير ، وفي حين يدافع هو عن المعاني يدافع آخرون عن مصالحهم الشخصية بحسبه ، ولكن الحق ينتصر وإن طالت حروبه مع الشر .

وفي مداخلة عن تشابه ثورة تونس بما حدث في مصر عام 1977 أثناء الاحتجاج على زيادة الأسعار، أجاب الأسواني أن الانتفاضتين مختلفتين، لأن عام 1977 كانت الرؤية غير واضحة امام المصريين، فكانت انتفاضة على الظلم، وليست على النظام الذي لم يختبر إلى النهاية، أما في تونس فالأمر مختلف وثورتهم تدل على فهمهم الجيد لحاكمهم، ولذلك لم ينخدعوا حين خرج عليهم ليعدهم بمستقبل أكثر إشراقا، وانه فهم الرسالة الموجهة إليه، محاولا إلقاء أخطائه على مساعديه، فرد عليه التونسيون بأنهم يطالبون برحيل الطاغية.

الإخوان والسلفية

في سؤال حول الخوف من وصول الإخوان المسلمين للحكم عبر طريق ديمقراطي، انتقد الأسواني هذه النظرة للإخوان وكأنهم خطر داهم، فهم في النهاية مواطنون مصريون رغم اختلافه مع فكرهم، إلا انهم ليسوا اعداء للمصريين، مؤكداً أن الديمقراطية تسع الجميع وتصلح الأخطاء، فليس من المنطقي أن نقبل الاستبداد والقمع والتزوير خوفاً من الإخوان، ففي كل العالم هناك أحزاب على خلفية دينية، ولنا في تركيا مثال، كما أن هناك أحزاب يمينة متعصبة في أوروبا.

ولكن الأسواني انتقد ما وصفه بـ"الفكر الوهابي المرتبط بدول الخليج" والذي انتشر في الثمانينات ، وقال أن دول الخليج أصبح لديها قوة شرائية بسبب تضاعف أسعار البترول بعد حرب أكتوبر، وقد ساعدت هذه الأنظمة على نشر الفكر الوهابي الذي يساعد على استقرارها، وساعدت من ثم على تصديره للخارج عبر الكتب والأشرطة والقنوات الفضائية والدعاة الذين يتربطون بمصالح تلك الأنظمة على حد قوله، واقتنع قطاع من المصريين العاملين في الخليج بهذا الفكر ونقلوه بدورهم أيضا.

وأضاف الأسواني: النظام المصري يرى أن الفكر السلفي غير معارض ولا ضرر منه، خاصة أن فقهاء السلف لا يدعون للخروج على حاكم ، ويقول ابن باز أن طاعة الحاكم واجبة ولو فسق أو زنى أو جلد ظهرك أو سلب مالك، ولكن أول مواجهة بين السلفيين والنظام في مصر كانت بعد مقتل أحد المنتمين لأفكارهم "السيد بلال" داخل القسم عقب تفجيرات الإسكندرية.

يواصل : هذا الفكر مع كل هذه المسالمة قد يتحول لسلفية جهادية في لحظة واحدة، والثقافة المصرية الحقيقية هي التي أوقفت انتشار هذا الفكر، وتحملت هجماته، تلك الثقافة التي أسس لها محمد عبده عام 1899 حين قدم قراءة مصرية للإسلام قائمة على الاختيار، لا على الإرغام، وذلك رغم أن مصر كانت تحت الإحتلال الأجنبي.

انتخابات زائفة

تحدث الأسواني أيضا عن الانتخابات الرئاسية القادمة، مؤكداً انه ليس من اللائق أن نطلق عليها "انتخابات" لأن كل ما يحدث بها ينفي عنها هذه الصفة، ونحن امام احتمالات إما أن يحدث كما حدث عام 2005 وينافس الرئيس مبارك بعض الكومبارس البائسين الذين يتم إعدادهم من قبل الأمن منذ الآن، أو يحدث كما كتب البعض ويرشح الرئيس مبارك نفسه أمام ابنه جمال، وحينها فقط قد نضمن انتخابات نزيهة حرة!.

ويرى الأسواني أن النظام يصدر للمصريين أفكار توحي بعجزه لكي يحطمه نفسيا رغم أن المصري متفوق وصاحب إنجازات، وقد شعر بذلك حينما كان يحضر الماجستير في طب الأسنان من جامعة إلينوي بالولايات المتحدة وفي تاريخ قسم الهيستولوجي (علم الأنسجة) لم يحدث أن استطاع طالب دراسة المواد العلمية وإنجاز البحث المقدم للدرجة العلمية في نفس الوقت سوى طالبان ، المتحدث وزميل مصري له بإشراف من د. عبدالمنعم زكي وهو مصري كذلك .

كانت احدى المداخلات عن رأي الكاتب في الدكتور البرادعي، الذي أوضح الأسواني احترامه الشديد له، رغم بعض الملاحظات كغيابه المتكرر عن مصر ، ولكن ذلك أفاد حركة التغيير حينما أبعدها عن هيمنة شخص بعينه ومن ذلك تنظيم مظاهرات في الإسكندرية للتنديد بمقتل الشاب خالد سعيد .

محاسبة الكبار

بسؤاله عن أفضل الأنظمة الديمقراطية في العالم، أشار الأسواني إلى أن الديمقراطية البريطانية من أفضل تلك النماذج، وليست أمريكا التي تعد نموذجاً خاصاً لا يصلح للتقليد، والديمقراطية برأي الأسواني ليست جنة بل هي الطريق الصحيح والآلية التي يمكن عبرها محاربة الفساد.

وضرب الكاتب المثل بجهاز الرقابة الإدارية في مصر الذي يستطيع فقط محاسبة الموظفين حتى درجة وكيل وزارة، ولكن الجهاز لا يملك السلطة لمحاسبة المسئولين الكبار، بل وظيفته تنحصر في تصعيد تقارير الفساد إلى القيادة السياسية العليا، التي قد تحرك تلك المستندات وتحاسب المسئولين، او تقرر ترك المسئول في موقعه، فالقانون هنا لا يطبق على الجميع.

اما في البلاد الديمقراطية مثل بريطانيا فالجميع متساوون أمام القانون، فها هي زوجة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق تدفع غرامة في المترو نظرا لمخالفتها بعض القواعد.

وعن حقيقة منع علاء الأسواني من الكتابة في صحيفة "الشروق"، أوضح أنه لم يمنع من الكتابة، ولكن الصحيفة المصرية تعرضت لضغوط بسببب مقالاته ما أشعره بالحرج ، خاصة مع صداقته لصاحب الجريدة إبراهيم المعلم ، وقد طلب الأسواني منه أن يأخذ "استراحة المحارب" قائلا أنه قد يعود للكتابة فيها مجددا.

المصدر: محيط – سميرة سليمان

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على علاء الأسواني: تونس قلبت الموازين .. ولم أُمنع من الكتابة!

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
765

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة