الغلاف
صدر عن معهد مازاشوزتا التكنولوجي 2010 كتاب "لماذا أمريكا ليست روما جديدة؟" لمؤلفه الباحث فاكلاف سميل، ويقع الكتاب في 232 صفحة من القطع المتوسط.
وبحسب صحيفة "البيان" قارن العديدين بين كل من أمريكا والتي ظهرت على الساحة الدولية كقوة عظمى وحيدة في العالم بعد نهاية الحرب الباردة وبين روما القديمة في أوج قوتها، ويأتي هذا الكتاب للباحث ليجيب عن تساؤل "لماذا أمريكا ليست روما جديدة؟".
ويشير الكاتب إلى أن هذه المقارنة بين كل من أمريكا وروما القديمة فقدت الكثير من مضمونها بعد الحروب الكثيرة التي شنتها الولايات المتحدة في كل من العراق وأفغانستان دون القدرة على حسمهما، وكذلك بعد الأزمة الاقتصادية التي نشبت منذ عام 2008.
ومن خلال ما سبق يؤكد المؤلف أن الإمبراطورية الأمريكية تعاني من قدر كبير من عدم الفعالية والتقهقر، موضحاً مواطن الإختلاف العميقة والجوهرية بين أمريكا اليوم وروما القديمة في كتابه، وإن كانت هناك نقاط تشابه سطحية بين الحالتين.
يوضح المؤلف بداية الإختلاف في معنى الإمبراطورية نفسه ومدلولاتها ومدى طبيعة السلطة في روما القديمة وأمريكا الحالية، وفي دور المعرفة والتجديد في الدولتين، وأخيرا في أهمية الآلات ومصادر الطاقة والاقتصاد والواقع السكاني الديمجرافي، ومن خلال مناقشة هذه المسائل كلها يعيد المؤلف رسم المسارين التاريخيين في منظور المقارنة بينهما.
ويؤكد الباحث - بحسب المصدر نفسه - أن المقارنة بين كل من أمريكا وروما القديمة ينقصها التأمل العميق فالتشبيه خادع بل وخارج سياق التفكير الجدّي، أما عن السمات المشتركة بين روما القديمة، وأمريكا اليوم ومنها أن القوتين أرادتا نشر مظاهر قوتهما وسيطرتهما خارج حدودهما الجغرافية، وأيضاً "الفساد" يوضح المؤلف أن هذه ليست خصائص يتفردان بها إذ تواجدت نفس الإرادة لدى المغول، والصين، ونابليون وهتلر.
وبعد عمليات المقارنة وعرض الحجج التي تقر بالتشابه بين روما القديمة وأمريكا الحالية وتفنيدها، يصل المؤلف إلى نتيجة أساسية مفادها أن وجه التشابه الأكثر بروزا والأكثر وضوحا بين الحالتين يتمثل في قدراتهما المبالغ بها ضمن سياق عصريهما، أما في جميع المظاهر الأخرى، فإن التحليلات المقدّمة تؤكد على أنهما تمثلان عالمين مختلفين بعمق في واقع الأمر.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!