الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

بكتاب صدرت ترجمته للعربية ..

أخبار الأدب والثقافةإصدارات وكتب أدبية › إسرائيل شاحاك يفضح عنصرية بلاده

صورة الخبر: مؤلف الكتاب
مؤلف الكتاب

صدر عن المشروع القومي للترجمة كتاب جديد من تأليف إسرائيل شاحاك، والذي يعد من أكبر منتقدي سياسات بلاده العنصرية، رغم أنه يهودي إسرائيلي، وكان لكتاباته جدل دائم داخل الكيان الصهيوني وأمريكا وأوروبا . الكتاب يضم خمسة كتب هامة لشاحاك ومؤلفين آخرين معه ومعنون بـ "القلم الجريء .. مفكرون غربيون ويهود انتقدوا الصهيونية" .

قام شاحاك في عام 1956 باحتجاج علني على ممارسات إسرائيل تحول فيما بعد إلي فضيحة كبرى في ذلك الوقت، وكان ذلك حينما شاهد يهوديا متعصبا يرفض السماح باستعمال هاتفه لاستدعاء سيارة إسعاف لفلسطيني جريح . وأثار الحادث في نفسه العديد من علامات الاستفهام ، وتقدم بسؤال إلى أعضاء المحكمة الدينية في القدس عما إذا كان هذا السلوك يتوافق مع تفسيرهم للتعاليم الدينية اليهودية فأجابوا بأن اليهودي المعني كان مصيبا في تصرفه وتقيا .

ولأن الإجابة صدمته، فقد نشر القضية في الصحف وتحولت لفضيحة، لكن السلطات لم تعدل عن حكمها بأنه لا يجوز لليهودي أن ينتهك حرمة السبت لإنقاذ غير اليهودي ، وهو مصرح به فقط إذا كان من شأنه إنقاذ يهودي من الخطر. بعد هذه الحادثة تأكد لشاحاك الوجه العنصري للحكم الإسرائيلي للمناطق المحتلة .

ولد شاحاك في 1933 وتوفي في 2001 ، وهو يهودي من أصل بولندي، عاش في سنوات عمره الأولى تجربة الاعتقال داخل معتقلات النازي، وهناك عانى من الجوع والإنهاك النفسي والجسدي ومن مشاهدة الجثث حوله كل يوم، وفقد أبوه وأخوه الذي سقطت طائرته خلال الحرب العالمية الثانية ، وفي عام 1948 سافر مع والدته إلي إسرائيل معتقدا انه سافر إلي الجنة الموعودة لليهود.

كان أول سقوط لقناع وجه إسرائيل الزائف أمام شاحاك عام 1956 حينما أذهلته مقولة بن جوريون في الكنيست " إن إسرائيل بدأت حرب 56 لا للدفاع عن النفس بل لتأسيس أجزاء من مملكة سليمان". فهذا القول ، والذي يأتي من رجل يدعي العلمانية ، يؤكد رغبة إسرائيل العنصرية في التوسع علي حساب الغير حتى لو كانوا أبرياء.

وفي الستينات انتقد سياسات إسرائيل خصوصا بعد احتلالها للضفة الغربية وغزة ، ولم تستطع السلطات الإسرائيلية أن تفعل شيئا أمام شاحاك الذي عمل أستاذا للكيمياء في الجامعة العبرية بالقدس, وترأس مجموعة حقوق الإنسان الإسرائيلية والناجين من الهولوكوست.

ورغم أن شاحاك من الناجين من معتقلات النازي و يعرف معنى معاداة السامية، لكنه مع ذلك لا يسمح لفظائع المحرقة بالعمل على تحوير حقيقة ما فعلته إسرائيل بالفلسطينيين، ولقد حذر مواطنيه من مغبة الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، حتى بات مكروهاً في إسرائيل، وكان نقده كذلك شديداً ضد منظمة التحرير الفلسطينية لإهمالها ولجهلها بإسرائيل، التي أدت إلى مسلسل تنازلاتها.
وعارض شاحاك اتفاقيات أوسلو لأنها كرست الاحتلال الإسرائيلي عبر المستوطنات, ويؤمن شاحاك بقيام دولة ديمقراطية غير دينية في فلسطين تضم العرب واليهود " .. حيث يعيش الجميع في سلام وأمن " بحسبه .

ومن أشهر كتب إسرائيل شاحاك كتابه "التاريخ اليهودي .. عنصرية ثلاثة آلاف عام", ونشره بالإنجليزية عام 1994 ليطلع عليه قراء الإنجليزية ويتعرف العالم علي تاريخ اليهود من الداخل, ويقدم في كتابه هذا وجهة نظر جديدة بشأن أسباب معاناة اليهود من معاداة السامية خلال القرون الماضية ونقد مقذع لما يحدث في إسرائيل حاليا.

وكتاب "التاريخ اليهودي" من أوائل الكتب التي كتبها يهودي إسرائيلي تنتقد إسرائيل, ويؤكد شاحاك في كتابه ان هناك قواعد في التلمود هي التي تغذي كراهية اليهود لشعوب العالم, ويوضح كيف كان رجال الدين يفسرون النصوص بما يخدم مصلحتهم . ويرى أن الصهيونية هي محاولة لتأسيس مجتمع يهودي منغلق علي ذاته كما كان الوضع خلال القرون الماضية.

إسرائيل وعرب 48

يؤكد شاحاك في الفصل الأول من كتابه أنه "إن لم ندرس عواطف اليهود تجاه من ليسوا يهودا, لا يمكن فهم فكرة إسرائيل "الدولة اليهودية". وعلى هذا فإن اعتقاد البعض ان إسرائيل دولة ديمقراطية ينبع من تجاهل معني "دولة يهودية" لمن ليسوا يهودا من المواطنين, ويكفي نظرة على أوضاع غير اليهود في إسرائيل.

ونلفت هنا ان المقصود بالمواطنين غير اليهود في إسرائيل هم الفلسطينيين الذين رفضوا مغادرة أراضيهم عقب الاجتياح الصهيوني عام 1948, وهؤلاء تشبثوا بأرضهم, ولم تفلح محاولات الدولة الغاصبة في إخراجهم من فلسطين, ولم تجد مفرا من تركهم مقابل أن يحملوا هوية إسرائيلية. ومع هذا مارست السلطات الإسرائيلية أشد أنواع التمييز, ويرصد شاحاك في كتابه أنواع التمييز العنصري الذي مارسته اليهودية ضد الشعوب الأخرى وضد العرب من ساكني إسرائيل.

الامتيازات لليهودي فقط

يقول شاحاك : في رأيي أن إسرائيل كدولة يهودية تشكل خطرا لا على نفسها وعلى سكانها فحسب بل على كل اليهود والشعوب والدول الأخرى في الشرق الأوسط وغيره.

يقول شاحاك : كان مبدأ كون إسرائيل دولة يهودية ذا أهمية فائقة لدى السياسيين الإسرائيليين منذ قيام الدولة, وقد غرس هذا المفهوم في أذهان السكان اليهود بكل الوسائل التي يمكن تصورها. وأصدر الكنيست قانونا في 1985 يمنع أي حزب يعارض مبدأ الدولة اليهودية أو يعلن عن عزمه علي تغيير هذا المبدأ من المشاركة في الانتخابات. وهذا المثل هنا يدل علي ان إسرائيل ليست ديموقراطية لأنها تطبق قوانين صارمة ضد من ليسوا يهودا, أو يهودا يؤمنون بآراء مخالفة .

وطبقا لهذه الأيدلوجية تعود إسرائيل لأشخاص تعرفهم السلطات بأنهم "يهود" ولهم وحدهم بصرف النظر عن مكان وجودهم , ومن جهة أخرى لا تعود إسرائيل رسميا لمواطنيها غير اليهود الذين يعتبر مركزهم حتى رسميا متدنيا. وهذا يعني أن من يعتبر يهوديا في بيرو يحق له المجيء إلي إسرائيل والاستفادة من مساحات شاسعة من الضفة الغربية و 92 % من إسرائيل 48. فهذه الأراضي مخصصة لليهود فحسب ولا يحق لغير اليهود استغلالها .

ويتساءل شاحاك: ألا يعتبر يهود الولايات المتحدة أو بريطانيا تحول هاتين الدولتين إلي "دول مسيحية" ينتمي لها المسيحيون فقط نوعا من معاداة السامية؟ مثل هذه الفكرة تعني ان اليهودي سيصبح مواطنا فقط ان تحول للمسيحية. وهكذا مثلما كان اليهودي في السابق تحول عن ديانته ليدخل في ديانة الدولة التي كان يعيش فيها فإنه سيتم معاملة غير اليهودي على قدم المساواة ساعة تحوله إلي الديانة اليهودية في إسرائيل. وهذا المثال يوضح أن اليهود الذين اشتكوا من معاداة السامية يمارسون ذات العنصرية في بلادهم . أما من يعارض هذه العنصرية في إسرائيل فإنهم يعتبرونه يهوديا كارها للذات.

ما هو تعريف اليهودي؟

وفق القانون يعتبر الشخص يهوديا إذا كانت أمه أو جدته لأمه يهودية, أو إذا تحول الشخص إلى اليهودية بأسلوب ترضى عنه السلطات الإسرائيلية. بمعني ان يتم التحول على أيدي علي يدي رجال دين مفوضين بذلك وبالنسبة للنساء يستلزم أن يراقبهن ثلاثة من رجال الدين عاريات في "حمام التطهير".!!

أما لماذا نوضح تعريف اليهودي؟ لأن دولة إسرائيل تميز رسميا بين اليهود وغير اليهود في مجالات عديدة منها حقوق الإقامة وحقوق العمل وحق المساواة أمام القانون.
فالقوانين تنكر حق الإقامة أو التجارة أو العمل علي غير اليهودي, ويتعجب شاحاك "لو طبق هذا القانون علي اليهود في دولة أخري لوصف علي أنه معاداة للسامية , أما عندما تطبقه إسرائيل فغاليا ما يتم تجاهله أو تبريره إذا ذكر".

ويستطرد المؤلف قائلا : أنا قانون العمل فهو يعني أن غير اليهود ممنوعون من العمل في الأراضي الإسرائيلية. كما تمنع منعا باتا تأجير غير اليهود المقيمين علي ارض تملكها الدولة إلا أن غير اليهود لا يمنعون من تأجير أرضهم لليهود.

ولا يتمتع المواطنون غير اليهود في إسرائيل بحق المساواة أمام القانون, مثلا قانون العودة يمنح اليهود فور دخولهم إسرائيل الجنسية الإسرائيلية باعتباره عاد الي الوطن القومي لليهود., كما يحصل علي إعانة مالية وله حق الانتخاب وترشيح نفسه للوصول إلي الكنيست, أما غير اليهود في إسرائيل فلا يحصلون علي شئ من هذه المزايا . والغرض هنا هو إنقاص غير اليهود في إسرائيل.

وأداة التمييز اليومية في إسرائيل هي بطاقة الهوية التي يلزم علي كل شخص حملها, وهي تذكر قومية الشخص التي يمكن أن تكون يهودي أو عربي أو غيره , لكنها لا تذكر كلمة إسرائيلي

عقيدة الأرض المستردة

هدف تقليص أعداد اليهود يبدو واضحا في عقيدة "الأرض المستردة"، وهي الأرض التي انتقلت ملكيتها من غير اليهود إلي اليهود، أما الأرض المملوكة لغير اليهود تكون أرض غير مستردة.

ويشمل استرداد الأرض "تهويد الأراضي الفلسطينية" بمنح اليهود مزايا مادية, يقول شاحاك: لا أدري ماذا سيكون رد فعل يهود أمريكا لو أن أحدا اقترح تمسيح أو تنصير الأحياء اليهودية في نيويورك ؟! أما في إسرائيل فالشرطة ومؤسسات أخري تدفع الكثير لتحرير أي أرض يريد غير اليهود بيعها, ومنع أي يهودي من بيع أرضه لغير اليهودي عن طريق تقديم سعر أعلي.

ويتناول شاحاك في الفصل الخامس من كتابه أحكام الديانة اليهودية وكيف تميز بين اليهود وغير اليهود, مثلا يعتبر قتل اليهودي جريمة كبري عقوبتها الإعدام,لكن عندما يكون الضحية غير يهودي يكون الأمر مختلفا تماما, فاليهودي الذي يقتل غير اليهودي مذنب بارتكاب خطيئة ضد قانون السماء والمحكمة لا تعاقب عليها. أما التسبب في موت غير يهودي بطريقة غير مباشرة فلا يعتبر خطيئة على الإطلاق.

وهكذا القاتل غير اليهودي الخاضع للولاية اليهودية يجب ان يعدم سواء كان الضحية يهوديا أو غير يهودي. وإذا كان القتيل غير يهودي وتحول القاتل إلي اليهودية فلا عاقب.

وبالمثل تنص بعض القوانين اليهودية علي ضرورة إنقاذ الرفيق اليهودي, أما غير اليهود فإنقاذهم غير واجب كما انه محظور قتلهم إذا كانوا في حالة عدم حرب.

ويجب علي الطبيب اليهودي أن لا يعالج مريضا غير يهودي إلا في حالة الخوف من عداوة غير اليهودي القوي.

المصدر: محيط

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على إسرائيل شاحاك يفضح عنصرية بلاده

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
25864

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة