الخزف والنحت في معرض واحد بنقابة التشكيليين

الخزف والنحت في معرض واحد بنقابة التشكيليين

استضافت قاعة الفنون التشكيلية بنقابة الفنانين التشكيليين مؤخرا معرض الفنان الدكتور عادل هارون في مجال الخزف، والفنان الدكتور محمود بشندي في مجال النحت.
"تكوينات خزفية"
جاء معرض الفنان عادل هارون تحت عنوان "تكوينات خزفية"، والذي استوحيت موضوعاته من الطبيعة، ولكنها ظهرت بشكل تجريدي مبسط؛ لتعطي رموزا ومعاني مختلفة بحسب ما يراها المتلقي، كما أن فكرة المعرض تدور حول التكيف والدمج وصياغة بعض الأشكال مع بعضها البعض، بحيث تعطي رؤية متنوعة للمشاهد، فيمكنه تغيير التكوين كما يريد، حيث التعبير عن الفكرة وهي تركيب وتكوين دائم التغير والتجديد.
اعتمد الفنان في خزفياته على الأشكال البسيطة المكررة التي تقبل التكيف مع الأشكال الأخرى، بينما كان الاختلاف في التكوينات اللونية التي تحملها تلك الأشكال، كما اعتمد في الطلائات اللونية على تقنية البريق المعدني، حيث استخدم النحاس ونترات الفضة والبجمنت والكوبلت وبعض الألوان الأخرى.
تظهر أغلب أعماله في مجموعات، فكل عمل مكون من عدد من القطع الخزفية أو على الأقل قطعتين، متشابهات في الشكل والحجم ولكنها مختلفة في اللون، يضع كل منها بطريقة معينة لتعطي دلالات معينة، مما يؤثر على مخيلة المتلقي، فتجعله يستدعي أشكلا أخرى مستوحاة من الطبيعة، ففي عمل مكون من ثلاثة قطع خزفية يمكن للرائي أن يستدعي جناحي طائر مضمومان، أو ذيل سمكة يظهر بارزا بعد غوصها في الماء.
وفي مجموعة من الأعمال يتناول الفنان الدائرة "الشبيهة بالدفوف" التي تظهر كل مرة في قطعتين أحيانا يستخدم في طلائها مجموعات لونية ساخنة اللون فتوحي بالفرح والحيوية، وأحيانا أخرى تكون باللون الأسود القاتم وكأنها دفوف تزف الحزن والعزاء.
نلمح في عمل مكون من تسع قطع الإيحاء بمقاطع من الجسد، وكأنها أجزاء من أرجل ترص في صف واحد فتعبر ألوانها المختلفة عن اختلاف الأشخاص على الرغم من أنهم ذات شكل واحد، بينما نلمح في عمل آخر مكون من تسعة قطع خزفية وكأنه صواريخ صغيرة تعبر عما يشهده العالم من حروب.
فهذا المعرض يحمل الكثير من المعاني التي تأثر بها الفنان من حوله، ولكنها انعكست على أعماله بشكل تجريدي مبسط، مجرد من أي تفاصيل، وإنما يترك المشاهد ليستدعي بنفسه ما يتذكره من أشكال ومواقف، فيدرك ما يريد الفنان أن يصل إليه.
"رؤى صرحية"
أما معرض الفنان محمود بشندي الذي قدمه تحت عنوان "رؤى صرحية" فقد قامت فكرته على فلسفة الشكل المجسم وعلاقته بالفراغ، أو المزاوجة بين السالب والموجب، فمن هذا المنطلق بدأ الفنان في التفكير في كيفية عمل علاقة تجمع بين النقيدين، ويتحقق من خلالها شكل مدرك بصري له بعدين معماري وتعبيري يمثل بعد إنساني.
تناول في منحوتاته أكثر من صياغة ليحقق نفس المفهوم، فاستخدم "الشريحة" التي تم تجسيمها من حالة المسطح ذو البعدين إلى حالة المجسم ذو ثلاثة أبعاد، وذلك من خلال "انكسار" الشريحة التي تظهر البعد الثالث فيتحول الشكل من مسطح إلى مجسم.
ومن حيث الموضوعات التي تناولها في منحوتاته، فمنها أشكال مستوحاة من التراث الذي يتمثل في أكثر من تراث إنساني ولم يقتصر على تراث حضاري بعينه، إلا أنه يمكن أن يرجع إلى أكثر من حضارة، فمن الممكن أن تستدعي تلك الأشكال أشكالا تراثية مرتبطة بالمصري القديم، أو الفن الإسلامي والقبطي وغيرة.
يقول الفنان: استخدمت تصميم النموذج ورسم اسكتشات أولية للعمل، ثم قمت بتنفيذ هذا النموذج بخامة وسيطة تصلح لعملية تحويلها بعد ذلك لعملية السباكة، فالنموذج الأصلي يتم نحته بخامة وسيطة تقبل الاستهلاك في عملية السبك، وهذا كخامة الفووم أو الشمع؛ لأنها تتحلل باللهب، فالغرض منها هو أخذ بصمة مطابقة تماما للنموذج، ثم يتم تحويل الشكل من الخامة المستخدمة إلى الخامة المستديمة، سواء ستسبك نحاس أو برونز. وأنا في هذا المعرض استخدمت خامة البرونز التي تضفي بعد حسي على العمل مما يبرز جمالياته، فهذه الخامة تعطي صلابة للشريحة المرققة، كما تعطي أشكالا جمالية من خلال الملامس التي تنتج أثناء عملية السباكة.
ظهرت المنحوتات في أحجام تتراوح ما بين 20 إلى 30 سنتيمتر بالإضافة إلى القاعدة، حيث ذكر الفنان أن تشكيله منحوتاته بهذا الحجم له بعد اقتصادي في عملية الإنفاق؛ ولذلك تم مراعاته في كيفية تحقيق الفكرة في إطار المعرض الذي يضم 15 قطعة.

المصدر: محيط