صدر حديثًا عن دار كيان للنشر والتوزيع الطبعة الثالثة من رواية "مستحيلة"، للكاتب حسن الحلبي. ومن أجواء الرواية: "أنهض من مكاني وأتّجه إلى غرفة نومي.. كعادتها منظّمة في فوضى، أنظر بجانب المرآة لأجد اللوحة إيَّاها الَّتي رسمتها منذ عام، في الحقيقة لم أرسمها؛ أحضرتها بيضاء هكذا ورسمتُ فيها خطًا عريضًا أسود.
اللّون أشبه بإطار.. أطلقتُ عليها (اللّيل).. هذا شيء سيحبّه كلّ أولئك المتحذلقين الذين لم يأخذوا من الثقافة إلا شكلها!
اقترب من اللوحة وأنظر لها، هكذا كانت حياتي.. كانت البياض فعلًا، قبل أن أدور كالمشنوق وتهمد حركاتي.. هكذا كنت قبل أن أتحوَّل إلى غابة بدون أشجارها، وبحر بدون مائة، وكتاب بدون أوراقه، أتذكَّر الماضي.. تنتابني تلك الغصّة ذاتها، تلك الغصَّة المبحرة في انتشال الضحك كله من جسدي.. تلك الغصّة التي تجعل منّي سرابًا في سراب، وشبحًا مزّقته رصاصات عصابة أشباح عنصريّة مُعادية، ووطنًا فقد عذريّته ذات اغتصاب !، أحاول أن أنسى كلَّ هذا وأنا أخرج علبة الشّطرنج الكريستالية..
ألعب دورًا مع نفسي وأخسر.. ألعب دورًا آخر وأفوز.. ألعب دورًا ثالثًا، ينتهي بالتّعادل.. هُناك مشاعر متنافرة في آن واحد؛ أفرح أم أغضب، أم أغضب بفرح ؟!
اليوم عيد ميلادي".
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!