أحمد رجب يستعين بـ"مجبراتي" ليعالج فمه

كـعادته التي تربينا عليها جيلا بعد جيل، سخرية محببه تدخل القلب دون إذن منها، فحين تقرأ كتابه لا تتوقف عن الابتسام من بداية المقدمة وحتى آخره.
" أحمد رجب " أيقونة أدبية أدخلت السعادة إلى قلوب الملايين من الشعب العربي، مؤلفات عده أثرت العالم الأدبي في الوطن العربي.

الأغاني للأربجاني

تتطرق إحدى أورع مؤلفات أحمد رجب إلى عالم الفن والموسيقى، حيث يتناوله بطريقة ساخرة محببة إلى القارئ البسيط، حيث يبدأ كتابه بإهداء إلى زوجته، شكرا منه على صبرها الدائم على غنائه الذي لا يحتمله بشر، ويحكي " رجب " في الفصل الأول عن ذكرياته التي لازمته طيلة حياته والتي ارتبطت بالموسيقى، حيث كان في السادسة من عمره يحلم بأن يصبح مطربا، ذلك لاعتقاده بأن المطرب هو شخص خارق عن البشر، فكان يتصور أن الموسيقى التي تصاحب المطرب هي نغمات تخرج من بطنه، فلم يكن إلى وقتها قد رأى مطربا على مسرح حقيقة، ولم يكن يعلم أن هناك فرقة موسيقية تصاحب المطرب.

وقد قضى فترة كبيرة من طفولته يظن أنه إذ فتح فمه فستخرج الالحان من بطنه، لذا مر موقف طريف في صغره يذكره " رجب " أنه بقى ما يقارب الثلاث ساعات مفتوح الفم لتخرج منه الموسيقى، حتى مل من جلوسه، فحاول إغلاق فمه لكنه لم ينغلق، ولم ينغلق الا بعد أن أتى له أهله بـ " مجبراتي " ليعالج فمه.

قلب العاشق الغنائي

يستعرض الكاتب في الفصل الثاني أنواع قلوب المطربين والشعراء، ليستخرج منهم الطرائف التي يستشعرها في الابيات.. مدللا على كلامه بذكر أغنيه محمد رشدي:
قلبي ياقلبي ياأبو الحيارى.. والله لاعملك شارع وحارة
وابني لها عشه بالني الأخضر.. وحبه حبه تصبح عماره
حيث يفسر الابيات على طريقته الخاصه قائلا أن الشاعر قلبه كبير جدا لدرجة أن يسع معدات بناء تكفي لتحويل قلبه إلى شارع كامل، هذا بخلاف أن حجم القلب سيكون مختلفا عن باقي البشر، فقلبه قلب خارق ليحتمل كل هذا، مذكرا أن قلبه سيصير مشروع تجاري لتحويله من شارع إلى عشه ومن ثم إلى عماره ليسكن بها المحبوب.

ويسخر الكاتب في الفصل نفسه من ألوان القلوب الذي يبتدعها الشعراء، اذ أن قلب الإنسان أحمر، وان صار باهت بعض الشئ فيعنى هذا كارثه، اما إذا مال إلى الاخضرار أو الزرقه فهذا يعني الذهاب إلى الحانوتي، مدللا على كلامه بأغنيه عبد الحليم حافظ: والقلب الأخضراني يابوي.. دبلت فيه الأغاني يابوي، وفي أغنيه فايزة أحمد: مال عليه مال فرع من الرمان.. قلبي الأخضر شمعه ورقصت فوق الشمعدان.اهتمامات الإنسان الغنائي

يذكر " رجب " أن اهتمامات المطرب أو أُناس عالم الفن تختلف كليا عن اهتمامات الإنسان العادي، اذ أنه العبقري في الحب والغرام بكفاءه، ودعوته للسلام الدائمه التي طافت العالم بإسره، حيث يقول "رجب" أن الكوكب الغنائي دولة مذهبها الرسمي " الغرام "، وشعارها المكتوب على علم الدولة " حب واسهر على قد ماتقدر ".

" رجب شاعر غنائي "

كما يستعرض الكاتب حبه للشعر الغنائي، وانه في فترة ما من حياته احب أن يتعلم كيفية الشعر الغنائي، فوجد في الشاعر " مأمون الشناوي " خير من يدله في هذا الطريق، لذا طلب منه أن يعلمه، ولكن عاده النسيان المتأصله في " مأمون الشناوي " جعلته ينسى الاتفاق وينسى أنه سيعلمه شيئا.
فيعلق "رجب " على هذه الوقعه بأن النسيان التي يمتلكه الشناوي هو الذي يجعله يفر من همومه واحزانه إلى عالم رحب بالضحك والسخريه، فينسى أنه اتفق معك.
فنزعه النسيان هي التي جعلت الشناوي يكتب الاغاني التي تحفل بكلمه النسيان ومشتقاتها، مثل أغانيه: كل ده كان ليه " نساني انام الليل "، أغنيه الربيع " لا القلب ينسى جفاه، ولا الحبيب يرحمني ".

يتناول رجب بشكل عام حياة الغنائي من كافه اتجاهاتها، سواء اهتماماته أو طريقه شعره، ويتطرق في ذلك إلى طريقة حياته اليوميه، ومايحب وما يكره، ويبدو ذلك كله من حب " رجب " الشديد إلى الموسيقى والغناء الذي ارتبط معه من صغره وحتى آخر أيامه، اما عن اسم الكتاب " الأغاني للأربجاني " فهو اسم مأخوذ على شاكله اسم الكتاب التاريخي " الأغاني للأصفهاني "، فقد حول رجب الأصفهاني إلى الأرجباني لكي تكون خادمه لاسمه.

المصدر: فيتو