انيس منصور
نشرت مجلة الجيل 1958 مقالا كتبه أنيس منصور يتحسر فيه على أوضاع المراة المصرية فيقول في الشرق: تمشى المرأة وراء الرجل، وفى أوربا تمشى إلى جواره وفى أمريكا تمشى أمامه.
في الشرق يترك الرجل المرأة وراءه.. في البلد أو في البيت أو في الشارع، والرجل الشرقي لا يزال مع الأسف يفضل المرأة الأقل منه ثقافة وكثيرا ما سمع رجلا مثقفا متعلما سافر وجرب انتهى إلى قريته يختار عروسه «عروسة خام» لم يرها أحد ولم يسمع عنها أحد.. عروسة تقف وراءه على طول الخط.
منذ أسبوع جاءني في مكتبي شاب وسيم.. غنى ووحيد أبويه أمامه مشكلة أنه متزوج منذ سنتين من عروس خام يضربها ويهينها وفجأة بدأت ترد عليه بجرأة وتطلب الانفصال.
أنه شرقى يفضل أن تكون الفتاة بنطلونا معلقا على شماعة يضربها دون أن تنطق، ومشكلته الآن أنه يحبها ويريد أن يعتذر لها ويعيش معها لكنه يخشى الاعتذار والتراجع لأن الرجال لا يتراجعون كما يقول.. ولا يزال هناك كثيرون مثل هذا الشاب.
في أوربا انتقلت المرأة خطوة إلى الأمام منذ أكثر من قرنين.. انتقلت من البيت إلى العمل إلى الصالونات الأدبية ووقفت إلى جوار الرجل في ثورته الكبرى على الاستعباد والجوع والظلم فوقفت إلى جواره في الثورة الفرنسية 1799، أصبح المجتمع الأوربي يمشى على رجلين.. رجل وامرأة.. أصبح للرجل حقوق وأصبح للمرأة حقوق.
المرأة في أمريكا كالرجل في الشرق أنها هي التي تسير في المقدمة وتسحب الرجل وراءها وأغنى الأمريكان هم النساء.. المرأة هناك تعمل وتترك أولادها للمربيات والخادمات.
لا بد أن يحدث تطور في مصر حتى تعود المرأة وتعتبر زوجها أبوها وأخوها وحاميها وفى نفس الوقت تقف إلى جواره.. فمتى تصبح القاهرة كباريس.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!