قالت الناقدة الدكتورة "ثناء أنس الوجود" إن الفضاء السردي في رواية "جبل الزمرد" والتي ناقشتها ورشة الزيتون شديد الإختلاط بين الفنتازي الغرائبي والواقعي لكنه مترابط في شبكة واحدة إنفردت في السيطرة عليها الراوية "بستان البحر" مع ضميرين في السرد ضمير الغائب وضمير المتكلم مما أعطاها صلاحيات بانورامية تتصاعدا تدريجيا فلا يندهش لها المتلقي.
وأضافت "الحركة داخل أماكن الرواية تتم من خلال "المعراج الأفقي" وهو أشبه بالتجليات الصوفية على هيئة فيوضات أو ما يمكن تسميته " بالحدس الروحي" وبدون رياضيات روحية. لم يقم بها أشخاص تقليديون يتبادلون الحديث بالتخاطر ويتلاقون بصدف عجائبية تدعو للتأمل في تلك الشبكة التي تربطهم عبر أرجاء العالم وأروقة التاريخ".
وتابعت أنس الوجود "إذا أردنا تصنيف الرواية سنجد بها أكثر من فكرة تحاول بثها منها التشبث بالأرض في أسطورة العودة إلى جبل قاف بعد بعث الأميرة زمردة. ومنها التيه الذي تعرض له أهل الجبل بعد تهدمه وارتباطه بأحداث الثورة الملتبسة بأفكار ضبابية فلم نعد ندري إلى أين تسير. أما التدوين وفكرة الشفاهية والكتابية فهي الهم الأكبر والأعمق في الرواية وتعيد طرحها من جديد. اهتمام الراوية طوال الرواية بالكتابة كمعادل لذاكرة الإنسان على الأرض إذن فهي قضية وجودية شديدة الخطورة تتصل بوجود الإنسان نفسه".
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!