الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةأدب وثقافة › حافظ الأسد وهدم المساجد

صورة الخبر: حافظ الاسد
حافظ الاسد

للطاغية حافظ الأسد تاريخ حافل بالعداوة لبيوت الله ومساجد المسلمين، بدأ مع بداية تسلطه على مقدرات الأمور في سورية، وكان آخر هذا العداء للمساجد ما فعلته عصابات الأسد الحاقدة، عدوِّة الإسلام والمسلمين، في حماة.


ففي بداية السبعينيات استولى الأسد على المدارس الشرعية التي كانت منتشرة في القطر، واستولى على كل المؤسسات الدينية التابعة لها، أو المنفصلة عنها، وكانت هذه خطوته الأولى في محاربة المساجد ودورها الكبير في المجتمع تربويًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا.


وكانت الخطوة الثانية تلك الأوامر الصادرة عن وزارة الأوقاف عام 1978م، وتقضي بألاّ تفتح المساجد أبوابها للمصلين إلا في أوقات الصلوات الخمس فقط، وأن تغلق بين كل وقتَيْ صلاة.

ولكن هذا لم يكن ليحوِّل المسلمين عن اهتمامهم بالمساجد وحرصهم على بنائها، فازداد عدد المساجد، وتداعى الناس إلى عمارتها بالتبرع وبذل الأموال، والصلاة فيها وعقد مجالس العلم؛ مما ازداد غيظ الطاغية الأسد ونظامه.


وهكذا بدأت الحرب على المساجد تأخذ شكلاً أكثر مباشرة، ففي 2/ 6/ 1980م قامت عناصر سرايا الدفاع والوحدات الخاصة بمداهمة مساجد مدينة دمشق ليلاً، ثم احتلالها حتى طلوع الفجر عندما بدأ المصلون يتواردون للمساجد، حيث تم اعتقالهم، وقامت عصابات سرايا الدفاع بتخريب المساجد ونهبها وتمزيق مكتباتها.


وبعد أيام جمع الأسد عددًا من مشايخ دمشق وعلمائها قسرًا، وبعد أن تهددهم وتوعدهم قال لهم: إنه لن يكترث ولو راح ضحية تفتيش المساجد عشرات الآلاف من المسلمين.


وفي 17/ 2/ 1980م اقتحمت عناصر من السلطة مسجد ثكنة هنانو في حلب، فمزقوا المصاحف وداسوها! ثم أضرموا النار في المسجد.
وفي نيسان/إبريل من نفس العام اقتحمت السلطة جامع (أبي ذر) في حلب بقصد اعتقال شيخي المسجد (الشيخ محمد أبو النصر البيانوني، والشيخ محمد أبو اليسر البيانوني)، ولما لم يجدوهما أهانوا المصلين واضطهدوهم، ثم عادوا بعد أيام، فنهبوا المسجد وأغلقوه بالشمع الأحمر.


وفي نيسان وأيار (إبريل ومايو) من عام 1980م هاجمت عناصر القمع عددًا من مساجد حلب بحجة التفتيش، منها (مسجد الصالحين، مسجد فاطمة الزهراء، مسجد عباد الرحمن، ومسجد النور)، وعاثوا فيها تخريبًا وفسادًا.


وفي نيسان/إبريل من العام نفسه تعرض مسجد الشيخ علوان في حماة إلى هجوم غادر، مزقت فيه المصاحف، وديست مع الكتب الإسلامية، وأتلفت مع غيرها من محتويات المسجد.


وفي اللاذقية قامت عناصر من سرايا الدفاع بمهاجمة جامع (العجان) في المدينة خُفْيةً، وحاولوا زرع المتفجرات فيه، ولكن الله سلَّم وأحبط كيدهم، فقد اكتشف المصلون الأمر، وأجبرت المخابرات على ترك المسجد.


وجاء شباط/فبراير 1982م، وسُجِّلت فيه واحدة من أكبر المجازر في التاريخ، ووصم الأسد نفسه وعشيرته وأركان حكمه بوصمة عار ستلحقهم إلى يوم الدين؛ فقد نفثوا في هذا الشهر كل حقدهم على الإسلام، فبدءوا أول ما بدءوا بمآذن المساجد يقصفونها، ثم ثنُّوا بالمساجد نفسها يقصفونها ضمن قصفهم العشوائي للحياة والأحياء، ولم يكتفوا بهذا بل نسفوا المساجد بالديناميت، بعد أن خيَّم الهدوء على المدينة، ثم أزالوا أنقاضها بالجرافات!!

لقطات من هدم المساجد


- لدى تفجير قوات السلطة للجامع الكبير، تهدم نتيجة الانفجار الشديد بالديناميت عدد من البيوت المحيطة بالمسجد، وهي:


قبو لآل الحافظ - دار أخرى لآل الحافظ - بيت لآل القوشجي - بيت لآل أوضه باشي - بيت طاهر مصطفى - الفاخورة: محل لصناعة الأواني والأدوات الفخارية، وهو الوحيد في المدينة.


كما تهدَّم قسم من (مدرسة الراهبات) المسيحية في الوقت نفسه.


- سَلِم مسجد (عبد الله بن سلام) من الهدم بعد أن وضع رجال السلطة فيه حمل سيارتي (T.n.T) لتفجيره، وذلك بعد تدخل عدد من أهل حماة من المواطنين المسيحيين لدى أقربائهم من الضباط.


- لدى تفجير جامع (الشيخ محمد الحامد) الكائن في منطقة المحطة، تناثرت أحجاره (إلى بناية السوَّاح) الواقعة على مسافة 500م من المسجد المذكور.


- تناثرت أحجار مسجد (سعد بن معاذ) الكائن في حي الفرّاية، وتطايرت محتوياته لدى تفجيره، وقد شوهدت أوراق مصاحفه وهي تسبح بالفضاء عند منطقة الحرش، التي تبعد مسافة 800م عن المسجد.


- لدى قصف السلطة لمسجد (المحسنين)، ضلت قذائف المدفعية طريقها فأصابت بيوت الأهالي أمثال: آل السمان، آل سعدو، آل الشيشكلي. ولم يستطيعوا تهديمه كليًّا من بعيد، وعندما تمكنوا من اقتحام منطقة "البياض" قاموا بتفجيره عن قرب.


- توقف الأذان في حماة مدينة الإيمان لمدة ثلاثة أشهر، بدءًا من اليوم الأول للأحداث 2/2/ 1982م لسببين:


الأول: أن مآذن المساجد والجوامع قد هدمت على أيدي سرايا الدفاع منذ الأيام الأولى.


السبب الثاني: الخوف من بطش زبانية السلطة.


- بعد مضي أكثر من شهر على نهاية مأساة حماة الكبرى، سعى من تبقى من أبناء المدينة لترميم المساجد التي أصيبت إصابات جزئية. وخلافًا للعادة المتبعة في جمع التبرعات العلنية لبناء المساجد، اضطر المواطنون لجمع التبرعات بشكل خفي للإنفاق على هذه الترميمات.


والجدير بالذكر أن حافظ الأسد كان يدَّعِي أن المساجد التي بُنيت في عهده -وبناؤها بمبادرة المواطنين- يدَّعِي أن عددها يفوق ما بُني في العهود السابقة، فماذا يقول الأسد بعد تدمير مساجد حماة؟!!

وقد أعاد أهل حماة بناء جميع المساجد المهدمة -بحمد الله تعالى- خلال سنوات بعد الكارثة، ومن آخر المساجد المبنية: المسجد الكبير، ومسجد سوق الشجرة.

المصدر: تاريخ الاسلام

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على حافظ الأسد وهدم المساجد

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
55732

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة